الاثنين، 9 يوليو 2012

النظرة الدونية الكويتية وعلاجها!

لايمكن للمجتمع ان يتطور ويستقر اذا كانت النظرة الدونية / الشعور بالفوقية سائدة فيه ، فهي منطقيا!! تتعارض مع ما نص عليه الدستور حول العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

وهنا اعني كل الاطراف ، بإستثناء القلة القليلة التي سأتحدث عنها ادناه ، اما الغالبية فتعاني فعلا من هذه المشكلة.

نظرة متديني اي طائفة للطائفة الاخرى ، نظرة افراد طائفة لمتديني الطائفة الاخرى ، هؤلاء حضر من ايران او العراق او نجد او الزبير ، ذاك بيسري وهذا تأخر وصوله للمدنية على اعتبار انتقاله من حياة البداوة والترحال الى المدينة لاحقا ، وذاك بحار فقير يعمل عند ذاك تاجر ، هذا ابيض وذاك اسود والخ من النظرات الدونية المنتشرة والتي تتضارب مما ينعكس سلبا على المجتمع وبالتالي السياسة والتعايش والمواطنة.

في المجتمعات المتحضرة يعتبر هذا الاختلاف ميزة ، فتعدد الثقافات وتلاقيها وتعدد الاعراق واي اختلافات من المفترض ان يثري المجتمع لا العكس كما هو حاصل في المجتمعات السلبية ومنهم مجتمعنا ، هذا التنوع توسع اكثر فتجد الفنون تتناقل من بلد الى بلد والقصص والمسرحيات تترجم والمطاعم المتنوعة تنتشر في كل بلد وهكذا.

ان مشكلة الفوقية / التكبر / الإستعلاء تكبر وتتوسع عندما لاتواجه بفكر يعرّي المستفيدين من سيادة الفكر العصبي ، فالزعامات الطائفية / القبلية / الفئوية / الطبقية هي المستفيد الاول ، فهي تحوز على هيبة / مكانة / قوة / نفوذ ، وصلاحيات ودعم واستثناءات تُسهّل عليها امورها الحياتية ، خصوصا في دولة مثل الكويت وجهاز حكومي يهتم بشكل سلبي بهذه المسألة ، وقضايا ظلم الوافدين والبدون بالمخافر يعرفه الجميع والذي وصل حتى الى المواطن الضعيف حسب الحسبة التي ذكرتها أعلاه ، ولذلك لا ترى احد من ذوي النفوذ والمكانة من يريد التغيير لصالح الانسان / المواطن / والوافد القانوني، بل ان هذه النظرات الدونية قد افرزت لها ساسة باتوا هم الاغلبية الطاغية في مجلس الامة ، وهنا اقصد كل من نواب ما يسمى الاغلبية ونواب مايسمى بالاقلية البرلمانية.

وهناك نوع آخر من الفوقية التي قد نعاني منها ، وهي فوقية المتحرر الذي يرى نفسه فوق الجميع و غير مستعد للتخاطب مع الاخرين او الاستماع لهم او حتى الجلوس معهم!.

إن هذه المشكلة ادت الى بروز الاهتمام بالمظاهر المبالغ فيه على حساب القيم الاخرى التي تكرّم المكانة الانسانية والعقل والكفاءة ، ولذلك بتنا نشعر ونشكي جميعا من تردي المجتمع دون نفكر فيما ان كنا سببا في هذا التردي ام لا ، وما يثبت ابتعادنا عن نقد الذات ما نراه من تخوين وتحقير لأي رأي مخالف.

ولا يمكن ان نلخص العلاج بفكرة النهوض بالاخرين للوصول الى مستوياتنا العالية !، وانما يتمثل العلاج بالتفكير جديا في مسألة التواضع والوضوح ، فمن تواضع لله رفعه ، ومن كان واضحا حاز على الثقة واستراح له الناس وتواصلوا معه واستمعوا له وبادلهم الاستماع ، هذا ما نحتاجه هنا في الكويت ، فليس علينا ان نزدري رأيا او ذوقا او مظهرا او عرق او اعتقاد ديني او طائفي او ثقافة معينة او فئة او طبقة او جنسية او لون ، وليس علينا ان نعطي من لا يستحق من الزعامات الاجتماعية والسياسية تلك الهالة او القداسة التي بأمر الله لا يستحقونها، هذا ما سيؤدي بنا الى التجرد لكلمة الحق والتواضع امام العدالة والمساواة والتعايش والمواطنة.


ليست هناك تعليقات: