الثاني من اغسطس , تاريخ المعاناة والمآسي , فراق الاحبة وعذاب الشهداء والاسرى وتضحياتهم , لايجب ان يمر مرور الكرام دون تسليط الضوء على بعض دروسه الزاخرة بالعبر التي من الممكن الاستفادة منها الان ليس لاستمرار كراهيتنا والاخرين وانما لنجعلها تنير للانسانية مستقبلها .
في هذه الايام , مرت علي ذكرى مهمة من ذكريات الغزو الغادر , ذكرى الاحساس بالتشرد وانعدام الامن , ذكرى الضربة الجوية التي اضطررنا معها للخروج من المنزل واللجوء في سرداب احد المنازل مع جمع من اهالي الفريج .
السرداب كان ضيقا حيث انقسم الى نصفين ( بالشراشف ) نصف للسيدات والاخر للرجال , ننام ونجلس كل في مكانه .
وقتها كان عمري 12 سنة , كانت نظراتي نهارا تتجه نحو المخرج مراقبا لصعود ايا من الرجال للاعلى من اجل مرافقته بحثا عن الهواء وهروبا من تنمل الجسم والملل , اما ليلا فإنني كنت اتأمل الشبابيك الصغيرة , وافكر في ان كانت المتاريس قادرة على حمايتنا من اي طارئ ام لا .
خمسة ايام قضيناها ولم نحتمل المزيد , فعدنا الى منزلنا واعددناه للاختباء عن الضربة الكيماوية العراقية المتوقعة !.
خمسة ايام في سرداب مبني ونظيف , وكان ذلك القليل الذي ذكرته عن المعاناة .
فما بالنا في من يعيش في خيام اللاجئين ربما لسنوات , في مناطق حارة وجافة وسبل العيش بها صعبة ؟!.
لاننا مرننا بتجربة سيئة , فعلينا ان نشعر بالاخرين ونتفكر في احوالهم التي هي الاسوأ بالتأكيد مما مر علينا في تلك التجارب السوداء , علينا ان نتذكرهم وان نساعدهم حسب امكانياتنا , فآمالهم اضعف من آمالنا في ذلك الوقت العصيب , لاننا كنا ننتظر تحرير الكويت بعد ان تحركت الجيوش من اجل ذلك .
اما هؤلاء , فليس لهم سوى الموت او تغّير الطغاة في احسن الاحوال , اما المساعدة الدولية فستكون كالمعجزة بالنسبة لهم .
هناك 7 تعليقات:
الله لا يرد ذيج الايام
الله يعينهم
الحمد لله على نعمه
الف الحمد لله
أحسنت الربط، حتن مصيبتنا أهون بكثير من غيرنا.
مليون الحمدلله :)
مهندسنا العزيز
اللهم امين
العزيز فريج سعود
العزيز mate
الف الحمد لله على النعمة
عسى الكويت عامرة بأهلها :)
شكرا جزيلا للمرور والتعليق
تحية لك ..
صدقت
كعادتك
لهم الله
ولنا ان نشكره ونحمده اكثر
إرسال تعليق