الخميس، 17 نوفمبر 2011

وستشربون ونحن معكم اكثر مما حدث !

لن يكون سهلا التصور بأن السلطة ستسقط البرلمان لتعود الى الشارع بإنتخابات جديدة , فهذا البرلمان فاعل ويؤدي الغرض وكلفته كانت عالية جدا , وأعتقد بأن لو كانت السلطة قادرة على التمديد اكثر للبرلمان الحالي فلن تتردد بالتمديد فالبرلمان الحالي عالي الكلفة يمثل كسبا للسلطة ويحقق اهدافها ويوفر عليها خسائر جديدة تدفع ببرلمان جديد !. 

وفي كل مرة كنت أكرر , بأن الناس من الممكن ان يقوموا بأي تصرف غير محسوب او مسئول , قلت هذا في حديثي عن مظاهرات البدون وقذف بعضهم للحجارة على سيارات الداخلية وفي حديثي عن ردود افعال المتظاهرين التخريبية في البحرين , فالناس لايمكن التحكم بتصرفاتهم في مثل هذه الاجواء الغاضبة وعند التجمع والشعور بقوة وحماسة مع الرغبة بالرد على استفزازات الداخلية بإستفزازات اكبر , ففي البحرين وبعد استفزازات الداخلية تحول المطلب من اسقاط رئيس الحكومة الى اسقاط الملك حمد .

وقد يبرر احد تناقضه في موقفه من احداث البحرين ومن احداث الكويت ليقول بأن في الكويت ديمقراطية والامر يختلف عن الحال في البحرين , وفي الحقيقة فإن بهذا التعلل كذبة لا تحتمل , فالكويت باتت ليلتين بلا ديمقراطية , فالادوات الدستورية اختطفت , والقانون والدستور لا يستخدمان الا بما شاء تيار السلطة , وليس هنالك ابلغ من الاشارة الى حوادث لايمكن نسيانها بالفترة الاخيرة استذكر نماذج منها : 

1- التصيد على المسلم قانونيا وحماية المدان دميثير . 

2- التصويت مع رفع الحصانة عن نواب وضد رفع الحصانة عن نواب اخرين !.

3- والادهى والامر , العمل على محاكمة واصطياد مقتحمي البرلمان وكاسري بابه , وبالمقابل يكافأ طلال الفهد بمنصب ويحصل على مليونين من السلطة وهو من كسر اقفال اتحاد الكرة . 

4- يمنع الناس من التظاهر باتجاه بيت الرئيس الفاسد , وكان قد سمح للقلاف الموالي قبل فترة بالسير لنفس المسافة وبنفس الاتجاه !. 

والناس وما ادراك ما الناس , يتحدثون عن التعبير عن ارادة التغيير بسلمية وهم جالسين على كروشهم الدنيا في منازلهم لا يتزحزون , وإسألوا من انتقد واعترض على التحرك الاول لتجمع إرحل نستحق الافضل بعد فضيحتي الشيكات ومصروفات الرئيس , فقد انتقدوا التقارب بين الشباب المختلف سياسيا بحجة طائفية بعض التوجهات , ونسوا دعمهم ومؤازرتهم المستمرة لتحالف حزب الله حماس ! , وعلى ما يبدو فإن مشكلة إرحل عند البعض بذلك الوقت لم تكن لما بها من تقارب بين مختلف الاطياف السياسية وانما مشكلتها بعدم رغبة القوى السياسية الشيعية المشاركة في ذلك الوقت !.

إن خروج الناس بتظاهرات امر مخيف وغير مأمون العواقب , ولذلك فإن الانظمة تلتزم باسس الديمقراطية الصحيحة قدر الامكان لمان عدم حدوث مثل هذا النزول الى الشارع , فتجد النخبة من ساسة وكتاب واعلاميين ورجال احزاب شديدوا الحساسية عند اي فعل خاطئ يحصل مهما كان صغيرا , كالاستقالة بسبب تلقي سياسي لهدية كما حصل مع الوزير الياباني قبل اشهر , اما نحن هنا , فهناك من تلقف الحدث ليفرغ مابه من غضب اما فئوي او طائفي او خوف من وصول شخص فاسد اخر متعللا بحدث صغير ويتجاوز امامه كل الاحداث الكبيرة والشنيعة التي قامت بها السلطة , ودون ان يذكرنا بشئ قام بفعله او تحرك حاول تقديمه من اجل التخلص من حكومة فاسدة بكل المقاييس وبالعديد من الادلة . 

ولهؤلاء اقول , استمروا بالحديث عن التوافه ولا تقدموا شيئا لعلاج مشكلة تتراكم في نفوس مجاميع من الغاضبين على هذا الفساد , ولن يستمع او يقنع لكم احد من هؤلاء الغاضبين وبالتالي انتظروا المزيد من السوء تسائلون انتم عنه قبل غيركم !, مع العلم بأن حادثة اقتحام البرلمان حادثة مكررة حدثت قبل ذلك في جورجيا لاسباب شبيهة لاحداث الكويت وحدثت قبل ذلك بفترة طويلة في احد المجالس البريطانية .

هناك تعليقان (2):

تسنيم المطيري يقول...

مقال مؤثر قرئته ومازلت غاضبه وسيستمر غضبي الى ان ترحل حكومة الراشي وتتبعه فلول المرتشين للاسف لن يقرءه الا الغضبين وسيزداد غضبهم نصرةً لبلدهم ،اتشرف ان في بلدي من يحمل هذا الفكر شراكتك في الفكر والوطن تشرفني.
الى الامام تمنياتي لك بالتوفيق والسداد.

Hamad Alderbas يقول...

شكرا جزيلا لك اخت تسنيم

مع التحية