السبت، 4 فبراير 2012

قراءة في النتائج 2 .. عبـيد وثــقل



اكثر ما سائني بهذه الانتخابات هو تأخر مركز استاذ القانون الدكتور ثقل العجمي الذي حصل مع الاسف على المركز 26 بحوالي 3000 صوت فقط في دائرة كبيرة كالدائرة الرابعة , أي بفارق 4000 صوت عن المركز العاشر .

الدكتور ثقل العجمي صاحب طرح لا يختلف كثيرا عن طرح صديقه وزميله الدكتور عبيد الوسمي بل ويتميز على الدكتور عبيد بصفته الهادئة , الا أن الدائرة وبالرغم من سقوط واحدة من فرعياتها الا أن الثقل القبلي واضح تأثيره من هذا الفارق بالاصوات .

أن لا ينجح استاذ في القانون بمقابل نجاح إمام مسجد مثلا , او قبيض خاض الفرعية كالخنفور وغيرهم فهي طامة وتعبر عن استمرار التعصب القبلي حتى لو غابت الفرعيات .

شخصيا مستاء من رقم العجمي ولكني فرح بأننا كسبنا رجل راهن على المبدأ وترك وراءه فرصة النجاح الاكبر في الدائرة الخامسة , وعزز هذا الرأي بتركه الحملة الانتخابية ومتابعته وانشغاله مع موضوع الدفاع عن معتقلي البدون .

شكرا دكتور ..

---------------------



قبل اكثر من عام او ربما اثنين , تحدث الدكتور عبيد الوسمي بأحد لقاءاته في الوطن عن قضية قانونية معينة , وفي حواره ذكر بأنه ليس بسياسي وانما هو رجل قانون فني ولا يتحدث الا من هذا المنطلق .

ومن الواضح بطريقة الخطابة للدكتور عبيد حداثة عهده بالسياسة بمقابل ثقته بنفسه في جانب أداءه القانوني , وشخصيا الاحظ نفس اندفاعي في الطرح السياسي للدكتور عبيد وحماسة خطابية زائدة عن اللزوم , والدكتور يجب أن ينتبه الى امرين ..

1- الدكتور مرشح لأن يحظى بمكانة مميزة عند الناس اكثر من التي حصل عليها في الانتخابات , وهي مكانة شبيهة بمكانة الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي الذي يعتبر هو اكثر من حاز على ثقة الناس لطرحه القانوني والدستوري البعيد عن أي تأثير سياسي , تماما كما هو الحال عند الحديث عن الدكتور محمد المقاطع ورأيه الدستوري المسيس بإتجاه حدس دائما وأبدا , ولم يحصل بأن طرح رأيا دستوريا مخالف للموقف الحدسي أبدا , مما جعل الفصل عند الفيلي لسنوات طويلة مع التقدير لمكانة المقاطع , وبالتالي فإن الدكتور عبيد عليه أن يفصل بين الموقف السياسي وبين الرأي الفني ليحافظ على مصداقيته التي ستحافظ على ثقتنا كمواطنين في رأيه الفني.

2- الدكتور عبيد الوسمي , بات له ثقل وتأثير شبابي كبير يتعدى الدائرة الرابعة والرقم الانتخابي الذي حققه فيها , وبالتالي عليه فعلا أن يكون حريص بالتعامل مع الشباب , فالحكمة يجب أن تكون هي العنوان , وزمن الخطابات الحماسية قد ولى ولم يعد له مكان الا في الجنوب اللبناني وفي كوبا وبالدول والمناطق الاخرى في العالم ذات المستوى السياسي المشابه , والدكتور بات نائبا في البرلمان وبيده صلاحية التشريع والرقابة ولديه تحالفات الاغلبية , وبالتالي عليه أن يكون حريصا بالتعامل مع النفوس الشابة المتمردة بطبيعتها مما قد يقودنا الى نقطة اللا عودة .


هناك تعليق واحد:

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

حزين جداً بخسارتنا للدكتور ثقل كنائب للامة وبنفس الوقت فرح للغاية بنجاح د.عبيد لاسباب عديدة ومتنوعة منها الرمزية والعملية وبمنتهى الأمل انتظر اثر لمساته القانونية الفنية والجريئة على مكامن الفساد الذي هو اساس كل ما تمر به الكويت منذ سنوات طويلة وحتى الان.