الأربعاء، 15 فبراير 2012

الشيعي انسان بمشاعر الوشيحي !

إطلعت البارحة على تغريدات الاعلامي محمد الوشيحي التي اثارت استنكار واسع , بدعوته للتكتل على اساس قبلي بعد أن سقط من يد القبائل طريقها الى القانون على اساس حماية الداخلية لشخص عليه أمر ضبط وإحضار وهو الجاهل , لأسباب اخرى منها على سبيل المثال توزير شخص متطرف عنصريا وهو احمد الرجيب .

وفي الحقيقة , لا استطيع أن افسر التشكيك في نوايا الوشيحي سوى أن هذا التشكيك منبعه الصراع السياسي البعيد عن الحكمة وحسن التقدير , فالوشيحي لايمكن أن يحكم عليه بقضية من هذا النوع من موقف واحد , والوشيحي كتاباته معروفة ومحاربته للتعصب القبلي تاريخي بل ان الوشيحي قد يكون من المفروضين في اوساط قبيلته على اساس تحرره النسبي هذا من الفكر القبلي .

محمد الوشيحي أراد ارسال رسالة شديدة اللهجة , بأن الأمور لم تعد تطاق والصبر ينفذ وبالتالي لابد من التعامل بجدية مع هذه المهازل التي صبر عليها أبناء القبائل ( وانا معهم بالمناسبة بالرغم من أنني محسوب عالحضر !) منتظرين الحلول المدنية لمثل هذه المشاكل التي اثبتت السلطة بتوزيرها لاحد العنصريين انها مصرة على هذه السياسة التمييزية . نعم أختلف مع الوشيحي , وربما اختلف معه بلهجة رسالته  , لكن لايمكن بأي حال من الاحوال ان اهوّل من التصريح .

لكن .. ماذا على الوشيحي بالمقابل أن يقدمه ؟ , وهل من الممكن أن تقرأ هذه الرسالة على انها بداية لتحول يتناسب مع التحول الذي يمر به التكتل الشعبي من التحرر لصالح المساواة الوطنية الى التعصب الطائفي المتناسب مع موقفه من تعديل المادة الثانية ؟.

ربما , لكني سأحسن الظن بالوشيحي وأرسل من هنا رسالة له , بأن ما تشعر به من استياء وحزن و غضب سببه لك الاخرين , وما تشعر به من رغبة بالانفجار في وجه التعصب الاجتماعي الفئوي والدخول في دائرة الجنون والا عقل هو شعور يعاني منه الكثيرين ممن يمارس ضدهم التمييز الطائفي المتعارض مع فكرة التعايش والمتعارض مع روح ونص الدستور , فما تشعر به يستشعره الاخرين وسيذوقون مرارة اكبر بسبب دعمك والشعبي والاخرين لمشروع تعديل المادة الثانية !.

فلنتعض معا , انا وانت والشيعة , و لنستشعر ما يعانيه الاخر منا..!

هناك تعليقان (2):

ساره النومس يقول...

تعلمت من الي صار ان التعصب ماراح اييب الا عوار الراس فماله داعي نفكر وايد بالموضوع تعبنا والله تعبنا

Anonymous Farmer يقول...

لا نمانع الرسائل شديدة اللهجة خاصة من قبل أبناء القبائل لما مروا به من ظلم على مدى عقود ، بدأ بالخدمات السيئة وانتهاء بالضرب في المجالس والطرق العامة .

لكن ما كتبه الوشيحي لم يكن سوى خطاب كراهية موجه لفئة من أبناء الشعب الكويتي في حين وجب عليه صب اللوم على الحكومة وحدها كونها الطرف الجاني الوحيد .

المطالبة بالحقوق والاحترام من قبل فئة ما لا تعني الضرب بفئة أخرى من أجل الوصول إلى الأهداف بل وجب ضرب الحكومة لإتيانها لهذه السياسة القمعية تجاه أبناء القبائل وسياسة فرق تسد بين المواطنين عامة ، لا معاتبة الحكومة للسير في خطاها .

الوشيحي أخطأ كثيرا لكن أكبر اخطائه هو محاولته الصعود على ظهر أبناء القبيلة على حساب مصلحة القبائل ، كيف لنا الاستمرار بمحاربة جويهل والفضل وغيرهم الكثير إن كان من يجادلنا يستند على كلام الوشيحي وغيره ممن يضعف من قوتنا وحجتنا أمام الغير والتي تصب في مصلحة القبائل ؟

لكن كيف نلوم الوشيحي إذا كان خطاب عبيد الوسمي يتسم بذات النفس القبلي وهو يتوعد الحكومة بالكف عن القبائل ويعد أبناء القبيلة شتى الحقوق ، في حين وجب عليه نهي الحكومة عن انتهاج سياسة فرق تسد بيننا جميعا ، والوعد بإتيان حقوق كافة المواطنين على اختلافهم ؟

لكن إذا كان هذا ما يأتي ممن أصفه بأفضل الموجودين فلا عجب إذا أن يتسم خطاب الوشيحي بهكذا سوء ، وخطاب الجاسم كذلك من خلال قيامه باحتكار فساد وظلم الحكومة على فئة القبائل في حين كان العكس هو الصحيح لانصباب جير الحكومة على الوطن وأبنائه أجمعين .

والسؤال المطروح هو كيف سنصلح البلد إذا اقتصر نداء الإصلاح على الإتيان بحقوق ومصالح فئة دون غيرها ، كيف سنصلح البلد من قمع الحكومة في أثناء مطالبتنا بتعديل المادة الثانية ومسايرة من يسيس الدين لارتكاب ذات القمع على المواطنين ؟

ما أسهل أن نقول "الحضر قاموا بكذا وكذا" ، أم "الشيعة ارتكبوا كذا وكذا" ، فالخطابات الكارهة التحريضية يكثر مستمعيها ويزيد الانتباه لها ولهذا السبب تنتهجها الأطراف السيئة ، سواء كانت حكومة أم أفراد ، لكن القول بوجوب التكاتف والوحدة وبعدم أهمية الفوارق بين المواطنين حديث لا تجد له صدى بيننا .

فارمر