الخميس، 14 أبريل 2011

سقوط الطائفيين قادم

لا اقصد بأنني أعتقد بأن النهج الحالي المعتمد من قبل السلطة هو نهج جديد , فهو الآخر بالي ويعود بدولة الكويت الى زمن الامارة وكان الدكتور احمد الخطيب دقيقا عندما اختار عنوانا للجزء الثاني من كتابه عندما اسماه - الكويت من الدولة الى الامارة !, ولكنني سأتحدث عن نهج أقدم بكثير ضربته ارادة الانسان الحر ولم يتبقى منه سوى بعض الاشلاء في بعض الدول المتخلفة !.

يقولون بأنهم يريدون نهجا جديدا , ودون الخوض بالتفاصيل خوفا من ظهور شيطانها الذي لو ظهر فسيرمي الاوراق في وجوههم , فالنهج الجديد الذي يريدونه مستخدمين معاناة الناس ورغبتهم بالتغيير للافضل هو نهج بالي قائم على الطائفية النتنة وعلى التعصبات القبلية و الطبقية والفئوية حتى , وهي تعصبات تعود جذورها الى تاريخ قديم يمتد بين الفترة التي فصلت وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام عن سقوط الدولة العثمانية آخر معاقل الاسلام السياسي , تلك الحقبة التي شهدت تمدد الدولة الاسلامية واضمحلالها الذي اتى كنتيجة طبيعية للفهم الخاطئ بتعمد للدين الاسلامي , حيث تفويض السلطة لأشخاص وحكام لا لقرآن او سنة حقيقية اكتسبوا شرعية وجودهم واستمرارهم وقوتهم من ايمان الناس برب العباد الذي تحول الى ايمان بدولة قبل ان تتكشف الحقائق وتضعف وتنهار النفوس الأمر الذي ادى الى تساقط العواصم الاسلامية القديمة والتي استفادت ايضا من صدفة تردي حال الدول الاخرى المنافسة في تلك الحقبة !.

هذا النهج , نهوض دولة على ذات الاسس واستمرارها لفترة وجيزة وسقوطها بشكل مريع مسلسل لن يكتب له العودة للظهور , وهذا التأكيد يتزامن مع حركة التغيير التي هبت بالوطن العربي بعد تركيا وبدأت بالتوجه نحو المدنية كخيار بديل للفكرة السياسية الدينية , وبالتالي فإن ما يحصل من تزامن بين الحياة الترفيه مع قلة الاهتمام بمستوى الطرح بالشارع السياسي بالكويت والخليج العربي لن يعني ان التصلب على نفس الافكار سيؤديان الى نتيجة , ولقد رأينا وعارصنا سقوط حركة الاخوان المسلمين في الكويت خصوصا من خلال الانتخابات الاخيرة بعد تعيشها على ايمانيات الناس وعلى دعم السلطة , فقد تجردت امام الناس وسقطت الأمر الذي دعاها للتغّير سريعا لمواكبة الطرح السائد في الشارع على أمل الحفاظ على بقاءها وعودتها لسابق عهدها على الاقل بعد ان كانت تراهن بمضاعفه رقمها السابق في البرلمان .

الخلاصة , ان الطرح الطائفي وان طال فسينتهي , لأنه ومهما طال الزمن لن يواجه الا ما يستحقه من انعدام بالثقة بالاضافة الى ارتفاع مستوى الوعي عند الناس , والتجارب السابقة كفيلة بالتأكيد على ان الحق والعدالة هم اهم عناصر النظم القادرة على الاستمرار , فسقوط الدولة الاسلامية في كل مكان واخرها سقوط تركيا , وانحسار تمدد الاخوان في المنطقة وبالكويت تحديدا يشكلان مدلولات واضحة على ان السقوط سيصل الى طائفيي الطرفين في الكويت !.


هناك 5 تعليقات:

Zaydoun يقول...

الله يسمع منك

Anonymous Farmer يقول...

عدنا إلى الربط الخاطئ - والضمني الجبان - ما بين الدين وتخلف الدولة ، وما بين الفصل والتنمية ، رغم نشأة وازدهار كلا من الطائفية وجميع أنواع الطبقية في الكويت نسبة لسياسة الحكومة أولا وأخيرا ، ونسبة لعدم تفعيل القوانين وتطبيقها على الجميع مما يحمي جميع الفئات ، كما الحاصل بالضبط في أغلب الدول العلمانية التي تنشئ العنصرية بين الأفراد رغم الفصل ورغم نصوص الدساتير التي تؤكد حماية الجميع لكن عمك أصمخ .

للعلم ، ليس هناك ما يسمى بالدولة الإسلامية في العصر الحالي ، حتى في دولنا العربية التي استوردت دساتيرها من الخارج ، وكما رأيت أنت فحتى الحركات الإسلامية السياسية لم ولن تنجح في الكويت وغيرها من دول نسبة لزيادة وعي الشعوب .

جميع الحكومات - بما في ذلك الإسلام السياسي - هي حكومات علمانية وجب تقويض قوتها وحبها الأبدي للسلطة والمال ومحاسبتها ودفعها إلى تنمية الدولة والحفاظ على المواطنين ، فلا دخل للدين بأي من الجزئيات السابقة كما ترى .

العيب الأساسي في الجماعات اللبرالية هو إرجاعكم لعلل التخلف إلى الخاطئ من الأسباب كالدين بدلا عن جير السلطات ، والمضحك المبكي هو أن ذلك يحصل على الرغم من أن جميعكم بات يعلم بكون الخير صفة متأصلة في الدين ، وأن حب المال والبطش والاستحواذ صفة متأصلة في جميع السلطات ولكن رغم ذلك تتوجه أصابع الاتهام وفق ما يشتهيه هذا العبد الفقير .

أوووه نسيت ، لم أقل لكم حتى الأن عيبكم الأساسي الذي يدفعكم إلى اتخاذ مثل هذه الأحكام المعيبة ... إنها الأبراج العاجية التي تقطنونها والتي تحجب عنكم بقية المواطنين وإرادتهم وتنمية البلاد وما يحتاجه البلد بشكل واقعي وفعلي .

--------------

بالكويتي الفصيح ، انتوا من زود الفراغة قام كل واحد منكم يستن علينا بفكر أردى من الثاني لا يفيد ولا يزيد ولا يعيد ، صج ناس فاضية .

جماعاتنا اللبرالية ... انتوا تذكروني بالمثل العراقي اللي يقول "اللي ما عنده شغل يلعب بخصاويه" .

حبايبي ، يا تكونون واقعيين بشأن ما تحتاجه الديرة من إصلاح فعلي يتوافق وإرادة الشعب ، يا لعبوا بخصاويكم وفضوها سيرة .

AyyA يقول...

اتفق بصوره عامه معك و لكن اعتقد ان ذلك لن يكون قريبا و لا بدون ثمن
تحياتي

panadool يقول...

أتمنى ذلك ولكنني أري العكس

نحن مقبلين على عقدين من الزمن تملأهما الطائفية والعنصرية , والحال من سيئ الى أسوأ

الله يكون بالعون

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي زيدون

مهما طال الزمان

تحية لك


عزيزي فارمر

ابدا لا اربط بين الدين والتخلف وانما التدين والتخلف نعم هو يعبر عن مشكلة لدينا بالكويت خصوصا .

انا أسألك بالله , هل المواقف من القضايا المذهبية ستؤثر على موقف الاسلاميين من اي رئيس وزراء او وزير ؟ ام انها الكفاءة ؟ .

نعم ليكن خير الاديان له تأثير ايجابي وانا اول من سينضم للاحزاب الدينية على اعتبار انني متدين ولست ملحدا وبالتالي ليست لدي مشكلة بهالجانب , اما بالنسبة للتشبيه بين الجماعات الليبرالية والدينية بالنسبة للفساد وغيره , فالتجمعات الليبرالية من الممكن التعامل معها بشكل طبيعي عبر اسقاطها او تعريتها امام الناس , بعكس الفكر الديني الذي يربط تقييم العمل بمسألة تدين ومذهبية المسؤول .

الاحزاب الليبرالية ان تخلت عن الفكرة وتوجهت الى المصلحة فالامر من الممكن معالجته في مجتمع مدني يتوفر فيه البديل , اما ان كان البديل ذو استقطاب متعصب مثل القبلي او الطائفي فإن الخيارات ستقل على اعتبار الاختلاف الجذري المتمثل بالطبيعة الطائفية العصبية او القبلية .

لايجب النظر بعين المساواة بين مثل هذين التوجهين .

تحية لك



عزيزتي اية

فعلا الموضوع يحتاج للعمل اكثر من اي شي اخر من خلال طرح البديل المقنع امام الناس في الساحة بدلا من الاعتماد على تخبطات القوى السياسية الحالية

تحية لك



عزيزي بنادول

اعتقد بأن الكثير من الناس لديهم الاستعداد , لكن العلة في البديل المقنع

تحية لك