الأربعاء، 29 فبراير 2012

الحركة الديمقراطية المدنية ... الاسلامية!

من البديهي الاشادة بفكرة المؤتمر الشبابي من حيث المبدأ وقبل الدخول في التفاصيل , فمثل هذا الاجتماع مطلوب بل ويجب على الشباب اما ان يقوموا بتحديد هوية واضحه لهم , او ان عليهم السعي للتفاوض مع بقية الجماعات الشبابية التي لم تشارك على اساس ان يكون التجمع توافقي لا حزبي .

ولكن ..

فإن فكرة المؤتمر قد باتت اوضح وتستحق الاستعجال بالتعليق عليها حتى قبل التعرف على بقية التفاصيل , فما ظهر كاف للنظر في تفاصيل التجمع التي تحتاج لتسليط الضوء عليها ..

فالمؤتمر يجمع من لهم نفس التوجه نحو النظام الحزبي ( هو اساسا نواة حزب ) وبالتالي فإن من المعيب أن يظهر بصورة أصغر ( مع احترامي للجهود ) من الصورة الكاملة للحزب التي من المفترض ان تطرح لتسّوق للناس , فالواضح أن الفكرة هي تكرار لفكرة بيان وثيقة رؤية مستقبلية لبناء الكويت التي إئتلفت فيها كل الاطياف الشعبية والتي وقع عليها بعد التحرير مباشرة مجموعة من ممثلي الاطياف الشعبية الصامدين اثناء الاحتلال - رابط الوثيقة - فحرصت من خلالها - تلك الوثيقة- على ذكر كل من المشروع الديني والمشروع الدستوري , وبلا شك فإن لا تأثير الوثيقة واضح على الواقع الكويتي اليوم وهي كانت اجتهاد لا يختلف تماما عن اجتهاد الشباب تحت شعار الحركة الديمقراطية المدنية .

وعلى ذلك فنحن امام امرين , التجربة السابقة , والفكرة و الأسس ( او مسودتها حسب ما ذكر الاخ طارق المطيري وهو ما يتناقض مع فهمي لما نقل عنه في جريدة سبر , بل إن اختيار الاسم وتحديده بالمدنية التي نصت عليها ذات المادة يؤكد بأن ما ذكر هو إقرار قبل المشاركة بالانتخابات التأسيسية التي جرت , فكيف نتصور بأن يختار الاسم اليوم ويحدد بالمدنية ويأتي المؤتمر العام غدا ليضع لائحة دينية او لائحة علمانية ؟!) , ولذلك فإن دراسة الفكرة سهل جدا قبل أن يندفع الشباب نحو تلك الحلقة المفرغة , فالحديث عن الدولة المدنية في اطار الهويتين الاسلامية والعربية هو حديث هلامي وغير واضح ويطرح تساؤلات بل وشكوك عديدة حول التوجه الذي سيسلكه الحزب بالمستقبل بعد ترسية قواعده في الاوساط الشبابية والشعبية .

فحسب الورقة التي ظهرت والمنسوبة للمؤتمر , فإن الجماعة لن تخرج عن اطار الهوية الاسلامية والعربية , هذا ما أفهمه من المادة الثالثة بالصورة ادناه :


وفي الحقيقة فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما المقصود بالهوية العربية ؟

الاخ طارق لم يفسر المعنى وانما اكتفى بالاشارة الى ان دستور الكويت ينص على ان الكويت لها هوية اسلامية وعربية !.

إن السؤال عن المغزى من اضافة ( الهوية العربية خصوصا ) في حزب مدني تقدمي وطني ( شبابي!) اساسه القانون الواضح والمفهوم يفتح الباب امام الشكوك من اختطاف متوقع للحزب على المدى الطويل , فالأصل في الهوية الاسلامية المدخل للتوجه الاسلامي في الحزب و على ما يبدو فإن اضافة ( الهوية العربية ) التي لا معنى لها هي لذر الرماد في العيون لا اكثر , تماما كنجاح السيدة اسيل الصراف وهو امر يذكرني بسعادة اخوان الاردن بإنتساب اردني مسيحي قبل سنوات للحركة قبل ان يخرج منها سريعا!.

وإفتراض حسن النية بعيد جدا عما اراه في الورقة , ففي المادة 4 تعلن الحركة التزامها بالدستور .. الخ , فما المغزى اذن من الاشارة الى نصوص موجودة اصلا بالدستور الذي اعلنت الحركة التزامها به وفي مادة سابقة ؟! .

إن الحديث عن المدنية بعد الدولة الدينية هو تقدم جيد في حال لو كان مرتبطا بخطوات عملية لا بشعار او بمسمى , فالدولة المدنية وإن لا ترقى للمميزات النظام العلماني الا انها خطوة جيدة ولكن يجب ان تقترن بفعل يعبر عن الايمان بمدنية الدولة , ولايهم العمل على إقرار جملة قوانين دينية او اعلان احزاب دينية في حال لو توفرت الضمانات الكافية للاقليات واهمها تعزيز استقلال القضاء وتعديل قانون المحكمة الدستورية ( المؤجل في اولويات الزميل الطارق!) .

بغير ذلك فإن هذا الحزب سيتحول الى حزب اسلامي يختلف عن حدس بتحرره من سلطة القيادات التاريخية لا اكثر , ففي 2007 كتبت بالشبكة الوطنية تحت عنوان ازمة الكويت واستشهدت بتجربة التكتل الشعبي ( المدني ) الذي عجز عن التوفيق بين اليمين والشمال فبات تكتلا لسنوات عاجز عن التحول لحزب سياسي واضح المبادئ والاهداف.

اللهم قد بلغت .. اللهم فأشهد ..!

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السيد المحترم حمد ..
عندما تريد ان تضرب الامثال فعليك ان تختار امثال بطريقه سليمه فما قلته عن (الآنسه) اسيل الصراف وتشبيهها بالمسيحي الذي فرح به الاخوان كان مجحفا وظالما ومتعديــا.. لان اسيل بنت الكويت هي شابه تتطلع ان ترى بلدها الكويــت تسير في ركب الحضاره والتقدم ..
وشكرا

ساره النومس يقول...

على الرغم من تعلقي بكوني عربية واعتزازي بهذا الامر الا انه عندما تدخل الهوية الاسلامية يجب ان لا يضاف معها شيء فالاسلام لم يُخلق للعرب وحدهم ...