لا حكم غير البراءة , او العفو بأسوأ الأحوال ..
هذا ما يجب أن تنتهي عليه قضايا اقتحام مجلس الامة في ما سمي بالاربعاء الاسود والذي لم يكن اسودا بنظري وانما يوم باه أنار درب الارادة الشعبية التي حققت مطلبها المتمثل بإزاحة ناصر المحمد عن رئاسة الوزراء .
والتخوف من مسألة الادانة ليس للتحسف على ضياع مستقبل الشباب الجميل , ولا دفاعا عن النواب المتهمين بالقضية , وانما لتثبيت الناس على التصبر الذي بدأ الكثير منا يشحذه منهم أملا بتحقيق الإصلاحات المنشودة بالطرق السلمية قبل الدخول في دوامة المزيد من الضياع والفوضى , وبالتالي فإن السلطة معنية ( بالقضاء الموالي لسياساتها !) بأن تعطي القضية حجمها السياسي قبل القانوني , فالشباب كان يريد التوجه للساحات المقابلة لمقر اقامة رئيس الحكومة ولم يكن الهدف دخول مجلس الامة الذي دخلوه بسبب سوء التخطيط الميداني لوزارة الداخلية وتقاعسها عن حماية المؤسسة العامة , او ربما بتعمدها الدفع بالشباب الغاضب لهذا الاتجاه حسب افادات بعض شهود الواقعة والذين استمعوا الى التوجيهات التي اطلقها المسئول الامني محمود الدوسري الذي حاصر الشباب ولم يقيم قنوات خروج لهم تضمن على الاقل وصولهم الى سياراتهم .
إن من يريد التأثير بالرأي العام , سواءا كانت السلطة او القوى المنافسة للقوى الاكثر تأثيرا بالشارع , او وعاظ وكتاب واعلاميي السلطة , إن كانوا هؤلاء يريدون التأثير بالناس فعليهم التوجه الى قناعات الناس بالمنطق لا بالتزوير ولا بالتشويه ولا باستهلاك سمعة القضاء التي انهارت عند الكثير من الناس , مع التذكير بأن شعار - الله يرحمه - قد رفع في بعض المدونات قبل سنوات وقبل احداث حملة ارحل حتى .
لا يجب السكوت عما يحدث ولا يجب الاستهانة والاستخفاف بمشاعر الناس وعقولهم , والضرب تحت الحزام لا يعني أن تدمر كل مؤسسات الدولة نكاية بتيار شعبي اثبت أن القمع والظلم هو ما يغذي تناميه .
وبالمقابل , فإن كتلة الاغلبية مطالبة بتثبيت برنامج الاصلاح السياسي الذي تتوافق حوله , فليس من المعقول أن يطالبوا الناس بدعم تيارهم دون أن يقيدوا انفسهم بإلتزامات , خصوصا وان بعض الاسماء متورطة في مسألة التعصب و الرغبة بالتفرد في كل مناحي الحياة في الكويت , وطبعا هذا بإستثناء السيد فيصل اليحيى الذي وقع على التزامه بماجاء بوثيقة شباب الكويت 2012 .
واتحدث عن نفسي هنا بالقول بأنني اخشى على الدولة من فوضى السلطة , ولكن هذا لا يعني أنني لا اخشى على الدولة من فوضى الاغلبية , ولذلك فإن الفرصة امام الاغلبية حاضرة لكسب تأييد المتخوفين من اهدافها وممارساتها المتوقع حدوثها بسبب عدم التزامها ككتلة ببرنامج واضح او وثيقة واضحة المعالم .
وما يعطي الاغلبية الحظ الاوفر لكسب التأييد هو طرحها لمجموعة من مشاريع القوانين الاصلاحية الجيدة , بمقابل السلطة التي لازالت على نفس العهد بها منذ وفاة الشيخ عبدالله السالم والى اليوم !.
هناك تعليقان (2):
كتبت تعليق وانمسح: s
عن نفسي أفضل أن يكون الحكم: عدم النطق بالحكم، فالإدانة ستفتح الباب للتكسب السياسي من قضيتهم، والبراءة ستكرس هذا النوع من الممارسة.
يعجني أنك مازلت تحتفظ ببعض الأمل في تلك الكتلة.
Wajef
انا مع تطبيق القانون
إرسال تعليق