الجمعة، 6 مايو 2011

الى الامريكان : رسالة بن لادن بعد موته هي الكفر بالانسانية !

هل من الممكن ان يكون انجاز اوباما هو انطلاقة لفشل امريكي كبير في المنطقة ؟.

قد ينظر الامريكان للنجاح في اصطياد بن لادن على انه انجاز مهم جدا , ولكن قبل ان يقنعوا بهذا التقييم عليهم النظر للحدث من زاوية مختلفة لايجب غض النظر عنها .

هناك من الشباب من ينظر لبن لادن على انه قد تنازل بشكل فريد عن ماكانت لديه من مميزات دنيوية اهمها وفرة المال , بل ان الحال قد وصل به الى التنازل عن حياته في سبيل فكرته , وبغض النظر عن تقييمنا له فإن هذا الفكر له من المؤيدين الكثر وهناك ايضا من ينظر له بعين التفكير , على اساس ان العالم اجمع يسترخص الدماء ولا مكانة حقيقية للعدالة والمساواة ولحقوق الانسان الذي لم يعد يساوي شيئا هو وكرامته ومكانته !, وبالتالي قد يفكر البعض بإعطاء اولوية لله الذي قد يعتقد بأنه حاضر ومشارك عبر هذه الجماعات الدينية بإستدلال التضحيات الفريدة , ونحن الان امام سيناريو مكرر لما حدث في امريكا الجنوبية فالفكر المناهض للرأس مالية وتأثير تشي غيفارا عليه وعلى العالم لما قدمته من تضحيات لازال حاضرا بل ويحقق تقدما كبيرا هناك .

الان تمر المنطقة العربية الاسلامية بعدة تغيرات ربما تكون ايجابية الى حد ما , الا انها بغالبيتها هي متغيرات مبنية على تخوفات وعلى عدم ثقة بمشروع التجديد والتطور والديمقراطية , أي انها ليست بمبنية على ايمان راسخ بفكرة الاستعانة بالديمقراطية كأداة صالحة للحكم , فهناك العديد من الاجراءات التي يجب ان تتزامن مع هذه الحركة التغييرية للحفاظ على هامش الثقة بالتغيير الديمقراطي نحو المزيد من المدنية و نبذ الاختلافات الدينية والطائفية والعرقية وغيرها .

يجب على الامريكان رعاية فكرة التغيير نحو المدنية من خلال اعادة النظر بسياساتهم في العالم وبالاخص في المنطقة , وتحديدا وقبل كل شئ في مسألة القضية الفلسطينية والتجاوزات الاسرائيلية واعلان الدولة الفلسطينية ودعم حل الدولتين بجدية لا بالتمثيل , وعليها والمجتمع الدولي الانحياز لحقوق الانسان كمبدأ تقبل به وتحترمه كل شعوب العالم وتنفذه بشكل دقيق الحكومات وخصوصا في الدول الكبرى والمؤثرة في العالم , وبغير ذلك فإن ردة فعل عكسية قد تحدث بالمنطقة بالوقت الذي ليس للناس اي بديل للديمقراطية سوى الراديكالية الحاضرة بشكل جيد .

ان ارادوا الامريكان اصلاح الاوضاع في العالم فعليهم الانفتاح على شباب المنطقة حتى لو كان ذلك على حساب فكرة اسرائيل الكبرى قبل فوات الاوان , فرسالة بن لادن قد انطلقت بعد مماته متمسكا بقضيته وهذا ما يجب ان تعيه الادارة الامريكية بالذات قبل غيرها قبل فوات الاوان وقبل ان تخسر ثقة الاجيال العربية الصاعدة !.

ما قلته ليس بوليد عن فراغ , فالشباب هنا كانوا اما يستنكرون او يصمتون امام تصرفات بن لادن الدموية وينبذون الارهاب وقتل المدنيين , اما الان فقد ظهرت تصريحات علنية تتأسف على فقدان بن لادن , بل ان بعضهم من ذهب الى ماهو ابعد من هذا طالما ان الدماء المدنية مسترخصة هنا وهناك , فالصراعات الدموية بدأت يتقبله الكثير من الشباب مع الاسف على انه أمر واقع التخلي عنه لن يحقق أي نتائج وانما سيؤدي الى استمرار استنزاف دماء الاطراف المسالمة ! , وهذا يحدث بالوقت الذي من المفترض ان تكون الانسانية قد حققت شيئا من التقدم في جانب التواصل والتقارب وتبادل الثقة بين شعوب العالم .

ليست هناك تعليقات: