الاثنين، 30 مايو 2011

بورك شبابنا المتفوق على الجميع في الكويت !

ها قد اثبت الشباب المعارض حسن تقديرهم للأمور ولم يحاولوا اقتحام ساحه الصفاة المغلقة تماما امامهم , وفي الحقيقة اصدقكم القول بأنني أتمنى ان لا يعد هذا الوعي الشبابي كواحد من مشاكل الكويت !.

فتاريخ الحركات التحررية يدلل على العديد من التجاوزات للمعقول والثابت لأن الشعوب لا تتحرك بالضرورة للتغيير بمرجعية واعية تماما ومبنية على ثقافة جيدة او علم يضمنان السلام في التحرك , لأن الأمم تشمل المثقفين والبسطاء والاميين ومحدودي الثقافة وبالتالي فإن الخروج عن دائرة التعقل والحكمة أمر وارد وقد يكون متوقع !.

ولذلك فإن مسألة قيادة أي دولة تكون مرتبطة غالبا بمستوى ثقافي يحمله المسؤولين , فهم بالاضافة الى المشرعين من المفترض ان يكونوا نخبة الامة وبالتالي يكونوا هم الاقدر على حمل امانة ادارة شؤون البلاد ويحصلون بمقابل تصديهم لهذه المسؤوليات على مزايا عديدة مثل الحصانة والمميزات المالية والحماية وغيرها .

ومن هذا المنطلق فإن على من يطالب الجماهير بالتعقل , عليه اولا ان يطالب السلطات بفهم السياسة واساساتها وبإستيعاب مصطلح الديمقراطية بكل جوانبه لا بتعريفه المختصر على طريقة الاجابة على الامتحانات المدرسية ( إحفظ التعريف فتحقق النجاح !) , فالديمقراطية مبنية على اسس أرى أن السلطة في الكويت وتحديدا المسؤول الاول في السلطة التنفيذية - وبالتالي اختياراته - وربما الى اصغر قيادي فيها الا من رحم ربي بعيدين عن فهم معنى الديمقراطية واساساتها , كالشفافية التي هي اساس المصداقية , و كالاستقلال القضائي التام وعلاقته بالنزاهة , وكالفضيلة التي هي اساس القبول في حوار يحترم ينتج عنه اتفاقا بين المتحاورين , على اساس ان توافر صفة الفضل في المتحاورين يجرد الطرفين من شبهات الخوض بالتزوير والتحريف في الادلة او ربما الكذب للنجاح في عبور عنق الحوار ! , وهذه الفرضية هي الاساس الذي بني عليه باقي هيكل الديمقراطية والتي هي التطبيق العملي بشكل موسع وعلى مستوى شعب وحكم لفكرة الحوار المبني على الفضيلة والمعرفة وهو ما يفترض به أن يؤدي الى اتفاق او ربما خلاف وتصويت وحسم وقبول من الاقلية بالنتائج واحترامها لكامل الممارسة , وبالتالي يكون هناك استسلام للنتائج , ويزول الشك الذي لن يكون له أثر إن تعامل طرفي الحوار بشفافية واطلقوا حرية الاطلاع على المعلومات , وبالتالي تكون النفوس فارغة من أي شحن او شك او غضب قد يؤدون الى كفر بالديمقراطية وربما بالدستور وبالقوانين ايضا .

وعندما نسمع عن مسؤولا في العالم قد تقدم بإستقالته لفضيحة صغيرة يستغرب بعضنا , مثل استقالة احد وزراء اليابان بسبب قبوله بهدية شخصية قيمتها لا تتعدى 450 يورو , الأمر الذي وان كان بسيطا قد جرح في فضيلته وبالتالي اصبح هذا الوزير غير مؤهل لأن يكون مشاركا كطرف يمثل السلطة بالديمقراطية التي تمثل الحوار بين طرفين وهما السلطة والأمة .

هذه النقيصة باتت ملازمة لرئيس السلطة التنفيذية وتياره , فنحن نعلم جميعا بقصة شيك الرئيس لعضوين في مجلس الامة , ونحن نعرف موضوع بيت الوزيرة السابقة والنائبة الحالية معصومة مبارك , ونعرف ايضا في دعم الثلاثة ملايين التي وضعت تحت تصرف نائبة اخرى هي رولا دشتي , ونحن متحققين ايضا من قصة تعيين زوج نائبة في منصب لا علاقة له بتخصصه الاكاديمي , والكثير الكثير الذي نعيد ونكرره عشرات ومئات وآلاف المرات لكونه ارضية الخلاف الشعبي - الشعبي القائم اليوم والذي تشتد حدته بين تيار يمثل اطياف الامة وبين تيار يمثل فئات معينة ونواب جرحت فضيلتهم وإعلام مشبوه وأشخاص ارتبطت اسمائهم بالفساد , وهذا التيار - الذي يعبر عن السلطة التي هي الطرف الثاني في الحوار الديمقراطي الكويتي , هذا التيار قد جرحت فضيلته بل وربما سقطت بالكامل ايضا على اعتبار مسلسل الفضائح وتهرب المسؤولين حتى عن مناقشة هذه الفضائح بشفافية امام الناس , فلجأوا مرات لإعلان عدم التعاون , ولجأوا بعدها لفكرة سرية الاستجواب , وعادوا اليوم واستخدموا سلاحي الاحالة والتأجيل , و بالتالي فإن هذا التيار لا قيمة له في مسألة الحوار بين طرفين لسقوط المبدأ الاساسي الاول لفكرة الحوار والديمقراطية وما تبعه من مبادئ لاحقة , الأمر الذي من المفترض أن يؤدي الى تعطيل الحوار بالكامل لحين اصلاح الخلل في مشكلة فقدان الفضيلة عند احد طرفي الحوار .

الا ان الشباب قد اختاروا ومالوا للحلم والحكمة بشكل غير متوقع !, فهم يتعلقون بأطراف الحوار أملا في استمرار حالة الاستقرار العامة , الأمر الذي يدلل على وعيهم وثقافتهم يشكرون عليها بل ويخط تصرفهم بماء الذهب , بالرغم مما عليهم من ملاحظات اخرى لو عدنا للبحث فيها لوجدنا ان سبب مشكلتها هو نهج السلطات التنفيذية المتعاقبة .

هذه الحقيقة لا يمكن إغفالها حتى لو حاول المتمصلحين إغفالها , ولا عذر للنخب السياسية والثقافية لأنها ببساطة نخب وتتحمل مسؤولية مالديها من مستوى مفترض من الوعي الديمقراطي !!.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

ما فهمت شلون فقدان الفضيله عند احد طرفي الحوار فقط

اذا كان الطرف الثاني او احدهم عالاقل قابظ لميرته الخيريه 50000

والثاني تم تعيين اخوة لمنصب بالخارج يعني حرام عليها وحلال عليه (:

ياخي تري نقص الفضيله بالطرفين والعداله عميه

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي غير معرف

اتفق معاك وهناك الفرعيات وهناك الطائفيين ايضا وغيرهم , وهم من قصدتهم عندما قلت :

بالرغم مما عليهم من ملاحظات اخرى لو عدنا للبحث فيها لوجدنا ان سبب مشكلتها هو نهج السلطات التنفيذية المتعاقبة .

تحية لك اخي الكريم

عبدالله يقول...

بعد اذن الاخ حمد .. احب ارد على الاخ صاحب التعليق الأول :

الي قابض 50 الف بين بالاوراق الرسمية سبب قبضها وكيفية صرفها وانا مستعد احاججك بهذا الموضوع باي مدونة او موقع او مكان تحبه .. لوهو حاطها بجيبه تكلم انت وغيرك .. ما ردنا قري بالديره الا امثالكم الشخصانين والي يطعنون بذمم خلق الله ويصدون عن الحق بالتشكيك بهذا وذاك ..

وعلى طاري الطبطبائي .. اليوم بيتكلم مؤيد لاستجواب احمد الفهد .. عرفت منو احمد الفهد ؟! الي اتباع التيار الوطني يتهمون بو مساعد بالتبعية له من سنه 2000 .. و طعن وتشكيك في كل خطوة له .. بما فيه موضوع هذا المقال وهو المظاهره الاخيرة .. الي شككو فيها وقالو يبون يسوون مسرحية علشان ينحل المجلس وما يستجوب الفهد ويحولون انظار الناس عن الفهد تجاه المحمد!

بهذه المناسبة اخي العزيز حمد .. اتمنى منك كشخص معارض لفكر اغلب المعارضين .. ان تبين لي وجهة نظرك ليس بموضوع الشيك .. لكن بموضوع تعيين اخ جمعان الحربش .. هل ترا فيه طعن بذمة العضو ؟!