الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

لا وجود للحياد في هذه المسألة !.

غياب المعايير لن يعني سوى المأساة , وهذا ما كانت تعاني منه الامم من رجال السياسة المتدينة !, في كل تجارب العالم , كما كان الحال في بريطانيا عندما كان يقرر الدين للناس حسب تغير الحاكم , مرة كاثوليك ومرة بروتستانت .

وهنا ايضا بالمنطقة كانت ولازال لدينا الفتاوى العلبة , والتي تؤلف لخدمة مصالح الحاكم ويطعن بها متى ما تحولت لسلاح يطعن به الحاكم !, فالمشكلة مع التدين لا بالافكار التي يطرحها بقدر ما هي مشكلة عدم وضوح المعايير , مفتي يفتي وتضرب بعد زمن فتواه بإستخدام مفتي آخر وهكذا , ولذلك تجد بأن اكثر الحوارات الدينية طرشاء بين من تكون مرجعيته هذا المفتي وآخر تكون مرجعيته مفتي مخالف !.

غياب المعايير مأساة فعلا , فهي تجعل الحوار اصعب وربما غير ممكن , فكيف تحاور مثلا حكومة الكويت في قضية مثل قضية دعم او رفض الديكتاتورية ؟ , فهي - الكويت - قد رفضت ولسنوات وعرت مواقف صدام حسين منذ الغزو والى اليوم حتى , في حين انها بنفس الوقت تدعم المجرم حسن البشير الذي مارس ابشع اشكال الجرم ضد مواطنيه في الجنوب وفي الغرب , كيف نتحاور بهذه القضية وكيف نسأل الحكومة ماهو معياركم ؟.

ولذلك فإن كانت هنالك مبادئ معينة ونكون مؤمنين بها فعلا فعلينا الالتزام بها لكونها معيارنا , ومن يريد معرفتنا او قراءتنا فلينظر الى هذه المرجعية قبل كل شيئ , ومرة اخرى على سبيل المثال , عندما انظر الى حدسي منفتح على الاخرين وافكر بالانضمام لحدس , علي اولا ان انظر في مبادئهم الاساسية لأتعرف على المرجعية وابدي ملاحظاتي لنفسي على هذه المبادئ وان كانت تتوافق مع فكري او انها مخالفة او بها شيئ من التعصب الطائفي مثلا او الديني او غيره .

ولذلك فإن المبادئ لم يطلق عليها مصطلح - مبادئ - عبطا ولكن بسبب اهميتها كأساس ومنطلق لمن يتبعها .

ان ما يحصل اليوم من تفريق مابين الالتزام بالمبادئ - الاسس - وبين الموقف السياسي المتخذ هو خطأ لا يغتفر ولايجب السكوت عنه , دعكم عن موضوع استجواب الرئيس فهو منته بتحصن الرئيس بعده اجراءات اولها مقدرته على ضمان الاغلبية , ولن يكون هذا غريبا مع رئيس دشداشته طويلة ومع نواب تاكلهم ايدينهم ( بدليل الشيكات فلا يعترض احد !) .

المبادئ لا تجتزأ , ما لا اقبله على نفسي لايجب ان اقبله على اي انسان آخر لم يأخذ حقه الانسان المتمثل بمعاملة غير حاطه بالكرامة حتى لو كان هذا الانسان يخالفني بأي شيئ , الم نستنكر سحب جنسية الحبيب بالرغم من اختلافنا الشديد معه وبالرغم من تهديده لمستقبلنا عبر حديثه عن الدولة الشيعية الدينية في المنطقة ؟ , ام كان يجب علينا السكوت بل والدفاع حتى عن الاجراء الحكومي اللا دستوري والا انساني ؟!.
وفي الحقيقة اكثر ما يثيرني بهذا الموضوع , هي الموالاة بقصد او بدونه , ولكنها الموالاة بشكلها الجديد , السكوت وترك الامور على حالها بالرغم من ان هذا السكوت يؤثر ايجابا على موقف الحكومة التي تمتلك القوة والنفوذ !, تماما كما كان ولازال يفعل السيد جاسم الخرافي الذي يمتنع ان كانت الامور محسومة للحكومة و يقوم بالتصويت عندما تشتد اي ازمة و يقوم بالتصويت لصالح الحكومة !.

لا يمكن القبول ابدا بما يسوق له على انه حياد لصالح المبادئ لأن الحياد محسوب لصالح احد الطرفين !, ونحن اليوم بتنا امام معسكرين احدهما متورط بمحاربة الكثير من الحريات ومتورط بتجاوز بعض مبادئ العدالة والمساواة , والاخر متورط بما كل هو شنيع في هذا البلد , بدءا من العداء للدستور والمشاركة الشعبية ومرورا بالحريات ولن يتوقفوا عند سرقة كل خيرات البلد بعد تحطم جبهته الداخلية التي قسموها متعمدين الى مؤسسين ومجنسين ومزدوجين وبدون وشيعة وسنة وحضر وبدو !.

هناك 5 تعليقات:

Zaydoun يقول...

بالنسبة لدعم الدكتاتوريين لا تنسى أن الكويت دعمت صدام حسين في حربه البائسة ضد ايران حتى انقلب عليها وغزاها بجيشه... وتستمر في دعم الدكتاتور حسنى مبارك لأنه وقف مع الكويت ابان غزو صدام... يعني السالفة لم ولن يكن فيها مبادئ ولا يحزنون

AyyA يقول...

"بتنا امام معسكرين احدهما متورط بمحاربة الكثير من الحريات ومتورط بتجاوز بعض مبادئ العدالة والمساواة , والاخر متورط بما كل هو شنيع في هذا البلد , بدءا من العداء للدستور والمشاركة الشعبية ومرورا بالحريات ولن يتوقفوا عند سرقة كل خيرات البلد بعد تحطم جبهته الداخلية التي قسموها متعمدين الى مؤسسين ومجنسين ومزدوجين وبدون وشيعة وسنة وحضر وبدو !."

هذا رأيك يا حمد أما رأيي أنا فهو أن أحدهما متورط بمحاربة الكثير من الحريات و متورط بتجاوز كل مباديء العدالة و المساواه لأن ذلك هو من صميم مبادؤه و الذي هو القضاء على الحريات الفردية من أجل قيام الدولة الإسلامية حسب مفهومه. أما الآخر فهو متورط حسب مصلحته. و بدون مباديء و لا يحزنون كما ذكر زيدون. الأول لم يصل إلى السلطة الكلية بعد و إلا كان دمر شيء إسمه الدستور، و هذا ليس تبليا عليهم ، بل في كل مرة تناصرت الحكومة معهم كانت النتيجة هو ظلم الفردية و الخصوصية أو بمعنى أشمل الحرية. و لذلك فإتجاه ميل الكفة عندي يختلف عنك، فمهما تكون الحكومة ظالمة فلن يصل ظلمها بحدود ظلم هؤلاء. و لذا فأنا أفضل عدم التدخل على الأقل فى هذه المرحلة، و ليس الحياد
تحياتي

خالف تعرف يقول...

اتمنى يقرأ هالمقال

على مجلس الوزراء

يمكن فايت عليهم

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي زيدون

اهو طبعا ما حصل قبل الغزو مأساة بدليل الغزو نفسه وبدليل دمار العراق اليوم ايضا , ولذلك حددت بالموضوع الفترة التي اعنيها وهي تحديدا من الغزو الى اليوم لا قبل .

بالنسبة لحسني فلنقل بأنه استثناء بمقابل دول الضد التي تواجه ضغوطات دولية لمعالجة ملفاتها الداخلية , ما هي مصلحتنا من علي صالح او البشير مثلا , ما اعنيه بأن حتى المصلحة ليست معيار بالنسبة للحكومة .


تحية لك اخي الكريم



عزيزتي آية

مع كل التقدير للرأي الذي تطرحينه , وبالمناسبة هو رأي العديد ممن نعتبرهم انفسنا حتى لو اختلفنا معهم , فأنتم تبقون الاقرب لنا من اي جماعة اخرى حتى جماعة الا الدستور التي اناصر في هذه الايام , وتحملي تمسكي الشديد بقناعتي التي احاول ان اسوق فكرتها حسب امكاناتي البسيطة , والمهم ايضا ان ابين تمنياتي بأن يحمل الغيب ماهو افضل للوطن وللانسانية .

اليوم , التيار الوطني رمى بكل ثقله في وسط الميدان , واليوم فتحت قنوات عديدة للحوار مع الاخر الذي نحمل عليه الكثير من الملاحظات , مع الاشارة الى حقيقة التغيير الجذري الذي مرت به الحركات السياسية الدينية في الكويت , واليوم نشهد ايضا تغييرات على مستوى طريقة التفكير القبلي العنصري فاليوم اصبحت فكرة وموقف هي المعيار لا كما كان الحال بالسابق .

اليوم , يمكننا انتهاز الفرصة لطرح ملاحظاتنا , موضوع الطائفية وموضوع الحريات والعصبية القبلية وغيرها باتت لها اذان مستعدة لتصغى لها , ولا اتحدث هنا عن التعامل بانتهازية مع المعارضين الجدد لان القضية المطروحة هي قضية مرحلية محسومة لصالح الرئيس وانما اتحدث عن الاشارة الى ان الامة لا يمكن ان تحافظ على كرامتها من دون مثل هذا الالتفاف الذي يجب ان يغذى بالمزيد من الطرح الوطني من اجل المزيد من اللحمة من خلال الانفتاح على الاخرين مما سيؤدي الى اعادة الشيعة الى مكانهم الوطني الطبيعي والى اللحمة مع بقية اطياف الامة بعد ان قام البعض بالتضييق عليهم .
ما اعنيه ان الحوار هو ما سيبني , طالما ان هنالك فرصة اليوم للحوار لابد ان تستغل بالشكل الصحيح قبل ان نكفر بالديمقراطية , اما الشقاق , فهو السبب الرئيسي في استمرار اي سلطة فاسدة , سياسة فرق تسد هي سياسة تاريخية معروفة للجميع وهي السياسة التي استمرت السلطة بالتكسب من خلالها منذ السبعينيات والى اليوم.

يتبع ..

Hamad Alderbas يقول...

تابــع ..


عزيزتي اية

اليوم من انتقدناهم لسنوات بسبب رفضهم للدستور او ابتعادهم عنه قد حققوا خطوة جيدة الى الامام باتجاهنا , في الحقيقة اعتقد بأننا يجب ان نمد ايدينا للسلام لنبدأ الحوار الوطني لمعالجة اهم القضايا مثل رفض الطرحين الطائفي والقبلي وتقبل الحريات الذي من الممكن ان يكون ملزما على الجميع من خلال التعديل في قانون المحكمة الدستورية .
لنؤدي دورنا ببدأ مثل هذا الحوار وبعدها مستعد لان استمع من دون ان اتحدث !.

تحية لج زميلتي العزيزة




عزيزي خالف تعرف

تحية لك اخي الكريم , والخطاب موجه للناس اما مجلس الوزراء فكف بكف ولا حول ولا قوة الا بالله !.