الخميس، 10 مارس 2011

جوعوا .. تتظاهروا آخر ابداعات العلمانيين !

ظهر رأي جديد او ربما سفسطة وصلت الى هذا الحد من التطور لها في أيام الغرابة هذه !, فمفكرينا مصرين على محاربة أي تحرك شعبي ضد الحكومة ويتلاعبون بالكلمات وبسرد الحقائق لإعتبارات احيانا تتعلق بالتمصلح الطائفي او ربما الشخصي او الاسري او العائلي او حتى القبلي .

فهم يدأوا يتحدثون عن اثرياء يثورون ضد الاوضاع بالبلد , ويرون بأن الثورة من المفترض ان تكون مرتبطة بالفقر والجوع , هكذا طرح لترقيع اعتراضهم على اي حركة شبابية او شعبية تطالب برحيل الرئيس وحكومته التي اثبتت فشلها مرات ومرات - وهنا لا اعني كل من عارض الحركة الشبابية الاخيرة وانما من تحدث عن المتظاهرين الشبعى !.

الجوع والكرامة والحرية , قد يكونوا العوامل اكثر تأثيرا على الناس واكثر اسباب الثورة والتظاهر بشكل عام , لكن من الخطا حصر التظاهر او الثورة بهذه الاسباب فقط , وبالنظر الى الدول التي حصلت بها حركات شعبية مؤثرة وادت الى التغيير فسنجد بأن اغلب التحركات هي نتيجة لمعاناة طويلة , ولكن هذا لا يعني احتكارها , فما يحصل في الكويت قد لا يكون مسبوقا في التاريخ الا في مصر وبنطاق ضيق , وما يحصل في الكويت أهم واعظم مما حصل في وتونس وما يجري اليوم في ايران والبحرين واليمن وجيبوتي وفي غيرهم , فالشباب الكويتي اثبت تقدمه بأميال على بعض من نعتقد بأنهم من افضل مفكري الكويت !.

التحرك الشبابي لم يأتي نتيجة لجوع او لنقص بالموارد المالية , فنحن ولله الحمد نعيش في طفرة مالية رهيبة , و لا علاقة بالتظاهر والمطالبة برحيل الحكومة اي علاقة بالاوضاع المادية للمواطن الكويتي الا بزاوية ضيقة مرتبطه بحجم الفساد والتضخم المتعمد وعدم جدية الحكومة في التكويت وبغيرها من الامور التي لا علاقة بأهم الحاجات الاساسية للانسان .

التحرك الشبابي هو تحرك تقدمي اتى كنتيجة مباشرة لرؤية الشباب المستقبلية , بأن من واجبنا الحفاظ على مداخيل الدولة وترشيد المصروفات ومنع التعديات والسرقات والتنفيعات وتوجيه الجهود نحو الاصلاح الشامل الذي سيقدم ضمانة افضل لمستقبل الكويت , فنحن نعتمد على النفط وبلا اكتفاء ذاتي والبدائل تتقدم , وبالتالي فإن الشباب يرى بأن الكويت على حافة هاوية وتحتاج للكثير من العمل الجدي والحقيقي من اجل مستقبل أفضل .

واسأل العقلاء والراشدين , هل على الكويتيين فعلا انتظار سنوات الجوع من اجل التظاهر ؟ , اليس من المفترض ان يكون الحال كما هو في دول العالم المتقدمة التي تمارس السياسة فيها بحكمة مرتبطة بالشفافية وبحرية التعبير وحق الاجتماع والتظاهر ؟ , اليست الشعوب في تلك الدول تحترم من خلال تحمل الساسة لمسؤولياتهم عند اول واصغر فضيحة تتعلق بذمتهم او بمصداقيتهم ؟ .

نحن نريدها افضل , حتى لو امتلكنا اموال الدنيا فسنعمل لكي تكون افضل , هذه قضية اغلب الشباب واولهم المعتصمين في ساحه الارادة في هذه الايام , وعيب لوي الحقائق وتشويهها لأهداف او اجندات خاصة لا علاقة لها لا بالكرامة الانسانية وحقوق الانسان والشعوب ولا بالعلمانية ولا بالليبرالية !.

ليست هناك تعليقات: