أعترف بأن من الصعوبة الحديث عن الشأن الطائفي في الكويت على أعتبار أن مثل هذه المواضيع غالبا ما تصطدم بحمية جاهلة تتعارض مع الفكرة التي طبقت في الكويت بشكل مفاجئ وهي فكرة الدولة المدنية أي دون الحديث عن الدولة العلمانية حتى ! .
مشكلة هذه الحمية مع المواضيع التي من هذا النوع يتمثل بإشكالية حرية الحديث عن بعض الثوابت الدينية التي يهدف الخوض بها الى تقديم تجربة تهدف الى استشعار الاثر السلبي في النفوس احيانا , او في حال توضيح الفرق بين الايمان بما هو غير مثبت وبما لا رابط له بالمنطق من النصوص الدينية , ولذلك دائما ما يحرص ( العقلاء الحقيقيون - لا المصطنعين!) على الابتعاد عن هذه المواضيع اللهم ان كان النقاش بها لم يخرج عن حدود الادب واحترام المعتقدات ولم يصل الى مستوى التعامل مع هذه الثوابت بسخرية وإستهزاء , ولذلك وهنا كان اصل إبعاد الدين عن السياسة , وهي فكرة قائمة بطريقتين , فصل الدين عن الدولة في فرنسا لحماية الدولة , او فصل الدين عن الدولة لحماية الاديان كما هو الحال في اميركا , وهذا المستوى من التطور السياسي لم يأتي عبثا وانما بعد تجارب انسانية مريرة مع ارتباط السياسة بالاديان والطوائف , وبعد تاريخ من الافكار التي عاش من اجلها الفلاسفة المعروفين , فهل يعي اشباه الديمقراطيين والمثقفين المصطنعين اصل الديمقراطية واصل فكرة التعايش السلمي واصل التحول الى الدولة المدنية ومنها الى الدولة العلمانية ؟.
ولو تبحث في آرائهم بعد أن يسيطر الاخرين على النيران الطائفية التي يشعلونها , وبعد ان يستتب الهدوء في نفوسهم الغاضبة المكابرة عن التراجع عن الخطأ بحق طائفة كاملة !, تجدهم يدعون العلم بالنفوس فيعممون ( التوتر ) على الشيعة , هكذا وكإنهم بعلم الله في كل الشيعة ودون اساس علمي او منطقي , فقط هو تبرير للضحك على الذات وعلى المتابعين برأي فاجر وضع بين السطور على انه حقيقة! مع اضافة بعض البهارات القديمة كالاحتماء بكيل المديح لحسن جوهر لإثبات التحرر من التعصب الطائفي :) , وقبل ذلك تراهم يقحمون قضايا قديمة كالتأبين وكإن السعدون متفاجئ من فكر الجمعية الثقافية , وكإن السعدون والشعبي لا يعلمون مسبقا بتاريخ الجمعية مع حزب الله حتى قبل ولادة الشعبي!, وكإنهم لا يدرون حتى عن تحالف حماس مع حزب الله الجهة المتهمة في المشاكل التي تعرضت لها الكويت واوجزت هي عنها !, مع الاشارة هنا الى ان حليفتهم حدس هي ممن استمر بدعم تحالف حزب الله وحماس , ليس مهما هذا الان لأن هذه القضية ستستخدم متى ما ارادت استخدامها في حال لو سائت علاقة الشعبي في حدس !, تماما كما استخدمت بعض قواعد الشعبي قصة عبدالصمد في مكة بعد ازمة التأبين أي عندما استدعى الخلاف استذكار المنسي فترة مشاركة عبدالصمد مع الشعبي !, هذا طبعا ان افترضنا ان حكما بالادانة قد صدر بحق مغنية , او ان الدستور والمبادئ الانسانية المتعلقة ببراءة المتهم حتى تثبت الادانة هي مبادئ معلقة .
ولعل ما يشفع لها هو منع السلطة لمحاولات كتابة ذلك التاريخ الاسود - تاريخ الثمانينيات وطريق السجون والحجز الذي يمتد لستة اشهر في امن الدولة ويجدد , ابشع ممارسة ضد الناشطين السياسيين من الشيعة واسوأ تضييق على نشاطات الحسينيات واكبر توجيه اعلامي رسمي وخاص ضدهم , الا ان عدم كتابة التاريخ لا يعني ان التاريخ قد قبر , فشهادة سادة المصداقية في الكويت كالدكتور غانم النجار واحمد الديين وبقية المجموعة تؤدي الغرض , و إسألوهم عن صراع اصابع الايادي التي شاركت في حرب الوكالة عن الحرب الباردة !, إسألوهم عن تلك الحقبة التاريخية السوداء التي عنونت بدعم الامة والدولة لطاغية مجنون استخدم الكيماوي ضد العزل , وهو بالمناسبة من احتل الكويت لا ايران !.
إن القبول بالحديث عن اللطميات بطريقة ساخرة لخدمة موقف سياسي سخيف هو إقرار بتقبل ما يقوله الاخرين عن الاعتقادات , فمثلا تتحدث تلك السيدة عن اللطميات و يتحدث الاخر عن عبادة البوذ للبقر , ويتحدث البوذ عن سجود المسلمين للصندوق الاسود الكبير , فمن يقبل بالاولى ومن يدعم قبوله او يصمت امام تعديه هم جميعا يقبلون بالثالثة ان كنا نتحدث عن قناعات حرة لعقلاء , اما من يقبل الاولى و يستكثر على الاخرين في الثالثة فهذا متعصب طائفي رسمي !, ومن يطلب من الشيعي تقبل الاساءة بصدر رحب فعليه تقبل الاساءة من الملحد بصدر رحب ايضا , هذا ان كنا عادلين و نحترم الاساس الدستوري المسمى بالمساواة !.
وكل ما سمعته بعد تلك الاساءة لم يتعدى المحاولة للقفز عن اساس المشكلة الى النتائج , فالحديث ينجر من عنقه ناحية ردود الافعال , تماما كما فعلت السلطة ومواليها عندما ركزوا على فعل اقتحام المجلس وتناسوا اختطاف المجلس , وتماما كما فعل من غض النظر عن اساس الثورة البحرينية وقفز الى الصراع المشتد بين القوى والناس وخصوصا الشيعة منهم !, وفي الحالتين , كان لنا موقف بهذه المدونة وقلنا في اكثر من مناسبة , بأن الخطأ سيكون نتيجة طبيعية لخطأ سابق , في المجلس او في البحرين او في الاساءات التي تعرضت لها الزميلة ولادة او في التظاهرات التي اراها نتيجة فوضوية تعود بأسبابها لأدارة فوضوية في اي دولة كانت , وهو ما تحدثت عنه سابقا ايضا!.
وعن شخصي فإنني دائما ما أعترف , بأنني مواطن عادي يعبر عن رأيه , لم اضع لنفسي صورة من وراء مايكات لأدعي أنني من النخبة !, ومع ذلك فإنني أعتقد بأنني التزمت بمبدأ واضح اكثر من هذه النخب المتخلفة , و حديثي هذا يثبته ارشيف المدونة , لم اتلون لأرضي حزب او فئة او طائفة , ولم اجامل المجاميع المقربة مني لأنني بإختصار , لا اكذب ولا اسعى للوصول على حساب أي شئ وانما احاول ان ادون شهادتي على هذا العصر البائس بتجرد فقط !.
هناك تعليق واحد:
مقالة موضوعية تضع النقاط على الحروف .
سلمت يمينك يا حمد وجعله الله في ميزان أعمالك . وعسى الله أن يهدينا جميعا لطريق الخير .
إرسال تعليق