من هي الزميلة ولادة ؟!..
إن أخطر ما قد يكون هو أن يجد الجهل لنفسه مكانا خلف مايكروفون !, وبذلك فإن الهرج والمرج يسودان وتعتل العقول بكلام الجهلة خصوصا إن كانوا يتحدثون بأمور حساسه تمس عقائد الناس التي تكتسب مكانة كبيرة في قلوبهم الى درجة أنها قد تسيطر على قلوبهم بالكامل , وهنا ما يعرف بالاستشهاد وهي اقصى درجات البذل والزهد من اجل اثبات سيطرة الايمان على القلب .
فمن تتصدر الخطب بالناس الذين يصفقون لجهلها طالما انه يعجبهم , قامت بالتعرض لممارسة دينية خاصة بإعتقادات الشيعة في الكويت ( او حتى لبعضهم او لإنسان واحد منهم فقط ) ,وبعد الاستهجان والذي وصل الى حد القذف والشتم من بعض المتحمسين الذي قابلوا الخطأ بخطأ , فإن الزميلة قد قررت الكتابة مفرغة ما كان يخفيه مظهرها من جهل لم تستوفي قراءته مقال واحد وهو مقال البارحة !, و هناك ما يستلزم توضيحه لأهميته وهو بالمناسبة اهم مما قيل البارحة.
إن حجم الجهل كان اكبر مما اتصور , فهي وفي تقريعها للشيعة خلطت الحابل بالنابل , جاهلة الاختلاف في المنهج والتوجه حتى في داخل البيت الشيعي , فهي ساقت امثلة على توجه لجماعة شيعية مختلفة لتبرر بها خطيئتها المتمثلة بالسخرية على ما يعرف باللطميات , وذلك في مجال سخريتها من المرابطين مع احتجاز النائب السابق صالح عاشور .
فالحديث عن تأبين مغنية او التفجيرات اوتصريحات السيد المهري من المفترض ان يكون واضحا تماما كما كنا نطالب بالتفريق بين القاعدة مثلا وبين الاسلام , وهذه الملاحظات هي شأن خاص بمن يعرف عنهم أنصار ولاية الفقيه , ونعرف منهم السادة عدنان عبدالصمد واحمد لاري و صرخوه وفاضل صفر – بالاضافة الى السيد المهري - بالمناسبة يعتبر الدكتور حسن جوهر مقرب من هذا التيار اكثر من السيد صالح عاشور , وكان الاولى بها انتقاد الدكتور حسن لا العكس ان كانت تتحدث عن قضية التأبين فعلا J -, وهذه المجموعة تعبر عن التوجه المحافظ في المذهب الشيعي , في حين أن المجموعة الاخرى الاكثر تحررا حسب فهمي هي الشيرازيون –يعودون للمجدد الاول المرجع الشيرازي قدس سره او العائلة الشيرازية , وهذه المجموعة تختلف كثيرا عن أنصار ولاية الفقيه ,وأهم أسسها – الشيرازية - ما يعرف بنظرية اللا عنف في الدفاع عن حقوق الانسان ,طبعا انا هنا اتحدث عن معيار الاسلوب الثوري لا عن معيار الانفتاح على الاخرين فالأمر يختلف تماما .
فما هي علاقة مناصري عاشور الذين سخرت ولادة من احد معتقداهم ومن جاملها حتى ولو بإبتسامة ذئب كإبتسامة سعد العجمي اوبمجاملة اخرين او بمناصرة بقية المتأثرين بمايكات الجاهلة بما ساقته بتدوينتها الاخيرة عن الموضوع والتي تحدثت بها عن التأبين والتفجيرات وتصريحات السيد والمهري وحزب الله ؟!.
والتعرف على هذه التفاصيل مهم جدا ,تماما كما هو من المهم الاطلاع حتى على الاخبار التي قد يكون منها ما يشير الى شكل العلاقة بين السيد فضل الله رحمه الله في لبنان وبين السيد حسن النصرالله , او على الاقل الاطلاع على تفاصيل المذهب الشيعي قبل الوقوف الاستعجال بالتغريد بطريقة غيرمسئولة متجاهلة التفكير ولو قليلا! بحجم التأثير الناتج عن التعرض بسخرية لمعتقدات الناس ( هذا ولم نقل مواطنين حتى!).
إن من الواضح , ان الزميلة ولادة لا تقرأ شيئا تحت أي عنوان , هي سمعت ان هناك طائفة اسمها شيعة وسمعت ان هناك شيعة لهم علاقة بالتفجيرات والتأبين , وتخيلت انهم هم انفسهم الذين ناصروا صالح عاشور ,فخلطت الحابل بالنابل دون ان تتحقق مما تقول بالرغم من انها قامت بكتابة مقالتها بعد يوم كامل من تلك الاساءة وتبعاتها , أي انها لم تهتم بالقيام ببحث لمراجعة موقفها قاتل الله التكبر !.
إن ما دوّنته لا يتعدى الترقيع وخلط الاوراق بل و به المزيد من الاثارة الطائفية , فقط لتنقذ مكانتها المزعومة بين الناس , فخلطت كل شيئ فوق بعضه وهاجمت وشوهت لتخرج برأي يحترم لدى من لا يدري عن طبيعة ما تتحدث عنه سيدة مايكات التكتل الشعبي !, معتقدة بأن مثل هذه المناورة ستنقذها امام العقلاء و العالمين بتفاصيل الاشياء .
تتكبر , وتكابر مغترة بشهرة تستحقها بينمن يصفق دون أن يدري لما قد يصفق وبين ( من لم يكن يعرفها حق المعرفة وهنا احد اسباب مشاكلنا السياسية في الكويت !) , وآخر ما قد تصل اليه هو ثقافة التراجع والاعتذار عن اساءة طالت كل الشيعة !.
فهنيئا لكم دروس الجهل , ودروس من لاتعرف الفرق بين جماعتين فتخلط الحابل بالنابل وتقومون انتم بالتصفيق J.
و ليس القصد من هذا الموضوع الحديث عن تفاصيل البيت الشيعي وانما قصدت فقط الكشف عن جهل ضاربه اطنابه ببعض العقول ,وربما اسوأهم حال تلك المحسوبة على النخبة !, فالتعصب يكون واضحا جليا في التصرفات ولا يحتاج الناس الا لبعض التوضيح في شأنه , تجده بالتعميم والتشكيك بالشيعة بسبب افكار او تصرفات قلة او حتى اكثرية لو افترضنا , تماما مثلما عمم على المسلمين تهمة الارهاب وشكك ودعا الى حرق القرآن بسبب تصرفات بعض الجماعات الدينية .
والإنسان المتحرر الحداثي قد تطور أكثر في السنوات الاخيرة , ولو ننظر الى بعض ما يجري بالعالم سنجد ما يدلل على هذه المتغيرات , مثل جماعة سلام الآن الاسرائيلية المناهضة لسياسات التضييق الاسرائيلية على الفلسطينيين , وهي مجموعة من الشباب المثقف ومن المتعلمين الذين بدأوا بالتحرك في الساحة الاسرائيلية ضد الحكومة وضد سياساتها المناهضة لفكرة حل الدولتين , وهي مجموعة تعارض حتى الاستيطان ولازالت مستمرة بالمطالبة بالاعلان عن الدولة الفلسطينية بالرغم مما واجهته من ارهاب متشدد الذي يجري تحت مظلة حكومية اسرائيلية .
و تقدير مشاعر الناس الدينية كان جليا في الموقف البريطاني الرافض لإعطاء تأشيرة دخول للقس الامريكي الذي كان ينوي حرق القرآن قبل عام , فضيقت مستخدمة صلاحيتها احتراما لمشاعر مسلمي بريطانيا ولنبذ التعصب الديني وللحفاظ على التعايش السلمي , فتخيل عزيزي القارئ حجم الهوة بين التقدم وبين نخبنا السياسية !.
بعد كل هذا , هل ستستمر المكابرة ؟!.
هناك تعليقان (2):
مرحبا حمد ،
اتفق مع ما جاء في مقالك بالكامل ، خطوة جريئة ومشاعر صادقة وجهتها لكلا الطرفين ، أرجو أن يتقبلها أصحاب الشأن خاصة وأن تخصيصك الكتابة لهم لم يأت سوى لقيمتهم الكبيرة بنظر الكثير ، حتى وإن كانوا يختلفون معي في ذلك .
نقطة أود اضافتها ، كان من الأجدر منك التطرق للإساءة التي تعرضت لها ولادة كذلك والتي آلمتنا كما آلمنا الاعتداء على أصحاب المذهب ، من باب الحياد والموضوعية تجاه جميع من تصدر عنه الأخطاء .
فارمر
مرحبا عزيزي فارمر
بلا شك ما تعرضت له الزميلة من سباب وشتيمة هو مرفوض بالمطلق
لكن لا تنسى بأن كل القصة حرت بمكان يعتبر عام وبه كل اصناف الناس ، ولو اعرف بأن هناك من النخبة من شتمها فبالتأكيد الامر سيختلف اكثر
إرسال تعليق