الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

لن تسبو احلامنا

من الممكن ان أتحدث مطولا في قضية ارى بانها تحتاج لشرح او لتوضيح للناس , ويكون الخطاب بها هادئا مراعيا خفاء جانب من جوانب القضية على الناس فلا يلامون على ذلك بخطاب شديد اللهجة.

لكننا الآن امام حاله سياسية سخيفة جدا , سخيفة الى حد يثير الغثيان والى درجة لا تحتمل الا الغلظة في الخطاب الموجه للسلطة او للاسرة الحاكمة او لمؤيدي سياسات السلطة الاخيرة , فالامور واضحة جدا والقضية لا تحتاج لشرح .

هنا وطن , ولهذا الوطن خيرات وفيرة مؤقتة , وفي هذا الوطن اسرة عشائرية قبلها الناس طواعية وقبل بتثبيت شرعيتها في الدستور بتوافق الطرفين .

ولهذه الاسرة سلطة ( تأثير ونفوذ ) من نوعين , الاول عرفي مبني على اساس اعراف امارة ماقبل الدستور , والنوع الثاني هي السلطة النظامية محددة الصلاحيات حسب الدستور .

والسلطة , من البديهي ان تكون مائلة للنوع الاول من السلطة , العرف بل والدين إن لزم , والصلاحيات الموسعه والا مسائلة , ووفرة المردود الذي يعود الى كل الاسرة لا للامير وولي العهد فقط , وهذا الوضع يختلف عن حال السلطة في الدولة النظامية , الناس سواسية بإستثناء الامير وولي العهد اللذين حدد لهما الدستور بمقابل هذه الميزة قيود حيث تحديد الصلاحيات التي يملكونها بعد لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة .

ولذلك كانت ولا زالت السلطات في الكويت تعمل جاهدة على القضاء على هذا الدستور او الاعلان الرسمي عن الدولة النظامية الحديثة , وهذه العداوة قد تفسر على انها عداء طبيعي من انسان او مجموعة لقيود تمنعهم من التصرف بحريتهم التي تشبع رغباتهم سواءا كانت مادية او اجتماعية او نفسية او غيرها.

لكن مايجب أن يعرف ويفهم هنا , ان العداء لايمكن ان يصل الى حاله اشبه بالهستيريا او الجنون , ولا يمكن ان يؤدي بصاحبه الى التهور , والانسان قد تطور بهذا الجانب فالحروب باتت نظامية ولها اسس واستراتيجيات ولها انسحابات وهدنات واتفاقات صلح أي سياسات تراعي الواقع , وهنا تتمثل حكمة الحكم بحسن تقدير الامور والتصرف على هذا الاساس .

اضف الى ذلك أن الكثير من الناس من المفترض ان يعوا الى هذه الحالة الانسانية الطبيعية , فحب الانسان للسلطة والنفوذ هو الاساس والاستثناء للتواضع , ولذلك عندما اتت القوانين الوضعية بعدما تحررت الشعوب راعت هذه المسألة فحددت القياس التي يناسبها هي كأمم لا ما يناسب حاكم او اسرة حاكمة .

هذه البديهيات وتجاوزها من قبل الحاكم او من المؤيدين يثير الاستغراب , والسؤال هنا عن مقدار الحكمة عند الحاكم وعن مقدار البداهة عن الناس , الناس لا المثقفين ولا النخبة فيا للمأساة ..! لسنوات طويلة , إعتاش الحكام هنا على ما فرضوه فرضا على الناس من تعصب قبلي او طائفي , وعندما بدأت هذه الجراح بالإلتمام انتفض الحاكم وجنده واسرته ومن حوله , والاعلام والساسة والنخبة الذين اعتاشوا على هذه القضية الى ان جدّ الحل فتراجعوا خوفا على مكانتهم المتقدمة بين النخب !.

رسالتي المباشرة لهؤلاء .. لن يسبو احد احلامنا , ولن يقرر منكم مصير ابناءنا , فسنستمر حتى وان اعدمتم البراك والطاحوس والفضالة ومن شئتم , او حتى لو فعلتم ما فعله صدام في الدجيل وغيرها ..! 

ليست هناك تعليقات: