الثلاثاء، 10 يناير 2012

حكاية المرشح فيصل اليحيى

لست بصدد الحديث عن مرشح لمعرفتي لشخصية به بالرغم من ندرة لقاءاتنا , بل وهناك اثنين من المرشحين من نفس الدائرة هم من ذوي القربى من ناحية العلاقات العائلية , وهناك ايضا مرشحي التيار الوطني كمحمد بو شهري وصالح الملا وأسيل العوضي كان الاولى الدفاع عن اطروحاتهم قبل غيرهم .

ولكني هنا اليوم لأتحدث عن مرشح منافس وهو فيصل اليحيى في الدائرة الثالثة , و في هذه المرة فإنني أتحدث عن منافس مختلف تجاوز الكثير من نقاط الإختلاف التاريخية المعروفة , فبات الإختلاف في أصغر صوره الى درجة أنني بدأت اشعر بالتشابه بيني وبين هذا المخالف , ولذلك قلت فجر اليوم بأن هذا المرشح يمثلني , أي نعم يمثلني وأنا الذي أعلنت اكثر من مرة ايام المجلس السابق بأن ليس من الخمسين نائب الموجودين من يمثلني بحق!.

ومن كان يتابعني هنا بالمدونة او بالمنتديات يعرف بأنني من مؤيدي فكرة فصل الدين عن السياسة - العلمانية - دون انتقاص أيا من الحقوق الانسانية واولها الدينية , وطبعا هذا لا يعني عدم إقراري بإنسانية الفكرة العلمانية وتطورها , وعندما اقول انسانيتها فإنني انزع عنها كل من القدسية والعصمة و بالتالي فإن من المنطق أن تكون عليها أخطاء وملاحظات .

وهذه الأخطاء والملاحظات من المفترض أن تكون هي المدخل للتغيير والتطوير , إما أن تطور الأنظمة العلمانية الحالية او فكرتها , وإما ان يطرح مشروع بديل يقارن بما حققته العلمانية من تقدم وقابل للتطبيق ومستكملة به الدورة المستندية القانونية , فالأصل في المسألة هو الإنسان و البحث عن الأفضل لخدمة عالمه الخاص .

إن هذه الفكرة - البحث بالتطوير أو عن البديل - تضاف الى ما كنت أفكر به طوال السنوات الماضية , الحل لمشكلتها الازلية المتمثلة بصراعات الأمم في المنطقة بشكل عام وفي الكويت بشكل خاص وجدليتها البيزنطية التي استمرت في الكويت من أيام لجنة إعداد الدستور والى يومنا هذا , وهي جدلية الدولة الدينية والدولة العلمانية التي لم نتقدم بأي حل ملموس لها الى يومنا هذا , هذان السببان هما من دعاني لمتابعة التجربة التركية الاردوغانية في السنوات الماضية , وهي التجربة التي أثارت حوار طويل ومثير لطرفين مختلفين تماما على صفحات منتدى الشبكة الوطنية قبل سنوات , فالزميل فرناس وانا من جانب كنا نصف حزب العدالة والتنمية بالحزب العلماني , و الزميلين الطارق وبوسند كانا يصفانه بالحزب الاسلامي !!, فوجدت بتلك التجربة خلطة فريدة تعالج تلك المشكلة الازلية من خلال - علمانية الانظمة وتدين القيادة .

ولا أقصد هنا بأن فيصل اليحيى ممن يحمل مشروع دولة علمانية بقيادة محافظة او نسخة مطابقة تماما للتجربة التركية , وانما هو يقدم حل مرحلي مهم جدا ومطلوب وهو التحول الى قناعة بأن الدولة المدنية هي حل مناسب يجمع مابين النظام الحديث للدول الي يراعي حقوق الانسان من منطلق منطقي , وبين المزيد من التحرر الديني من الفكر الشرعي القديم التقليدي , وتقوم هذه الفكرة على أسس قد تحدثت عنها سابقا بمقال الإسلام هو أصل المواطنة والتعايش المشترك - الرابط , وقد تحدث عنها قبلي الشيخ راشد الغنوشي في كتابه حقوق المواطنة في الدولة الاسلامية والذي اختصره على القارئ بإحدى مقالاته - الاسلام والمواطنة - الرابط , وفي الحقيقة لم اطلع الى الان على آراء آخرين مثل القرضاوي فإهتمامي انصب على من اوجد هذه الفكرة التي تعبر عن القراءة الدينية المسالمة والتي اراها تعبر عن روح الإسلام , والغنوشي هو أصل اردوغان بالمناسبة !, ولذلك لا يهم نجاح التجربة في تونس او فشلها طالما ان هنالك نموذج ناجح في تركيا وبالتالي فإن الفشل في تونس قد تكون له عوامل لا علاقة لها بالفكرة ذاتها .

وعند متابعتي مؤخرا لإطروحات المرشح فيصل اليحيى , فإن فكرة التخلص من جدليتنا الازمة تشغل همه وبالتالي كانت هي اساس تحول اليحيى بإتجاه الفكر الاسلامي ( الحقيقي بنظري - المستحدث بنظر المتشددين ) , فهو رفع شعار التعايش والمواطنة وهي اصل الحياة الدستورية , وبين بلقاءاته شرعية هذه الفكرة بالدليل القرآني , وهو ( فيصل ) رفع ايضا كالغنوشي واردوغان ( اردوغان الذي تحول من حزب الرفاه الاسلامي الى ان وصل الحال به لدعوة مصر بالاخذ بالنظام العلماني ) شعار الحريات العامة وعلى ذات الاساس .

وفيصل اليحيى الذي أعتب عليه قلة ظهوره الاعلامي بالفترة الماضية ليحدثنا اكثر وبتفصيل عما يكتنز في عقله , الا أن تحركاته منذ حملة إرحل والى اليوم تعبر عن التزام بهذا المبدأ وهذا الفكر , فهو قبل بالاخرين وبالعمل معهم منذ إرحل والى يومنا هذا , وهو ممن صاغ وثيقة الكويت 2012 الشبابية , والتي من أهم بنودها ( وبغض النظر عن التفاصيل الاخرى ) هو البند رقم 12 الذي يكفل لأي أقلية بالمستقبل بأن أي تشريع يحصل على اغلبية مقيد بالنصوص الدستورية , وهذا المشروع - وثيقة 2012 هو من تبناها كبرنامج انتخابي للمرحلة المقبلة .

فيصل اليحيى محافظ تقدمي وطني بما يطرح , وانا علماني واختلف معه ببعض التفاصيل , ولكني قررت التصويت له لنزاهته ولمواقفه , ولإعطاء فكرة النظام السياسي الجديد والمحافظ فرصة لربما يقدم بالمستقبل مشروع يقضي على الملاحظات على النظام العلماني , ولتوافقي مع مشروعه الاصلاحي التقدمي , لأنني اجد نفسي متفق معه على ضرورة العمل من اجل تطوير النظام الحالي للتخلص من المشاكل التاريخية , وللإرتقاء في اختلافنا - كليبراليين ومحافظين - الى مستوى أعلى في المستقبل , وبالتالي فإن هذه المرحلة تتطلب فعلا تشجيع فيصل اليحيى فهو قد اثار إعجابي فعلا .

القصد من كتابة هذا الموضوع ليست التزكية الواردة في هذا المقال , وأؤكد بأنني لم أعد لفيصل لمراجعة المقال قبل نشره , فهي مقالة قد تضر وقد تنفع ولست من - الشطار- في شغل الانتخابات! .

هذه المقالة هي لإبداء شهادتي على عصري بحق خصم رائع ارى بوجوده ضرورة مرحلية للتخلص من عقدتنا التاريخية , واطلب له المعونة على شدة ووعورة المسلك !, و الأصل هو الإتفاق والاستثناء للإختلاف و لا يجب أن نقبل العكس !.

هناك 3 تعليقات:

bo bader يقول...

تحياتي حمد على التسلسل العقلاني في الوصول لنتيجة

فيصل شخص مختلف عن جميع المرشحين وانت تعرفه زين من ايام ارحل

الرجل عنده رأي واضح وجرئ في مستقبل الكويت

وانا لو بالثالثة جان شفتني كل يوم معاه من ديوانية الى ديوانية

وأرجو انك تدعمه وتوقف معاه بكل ما تستطيع

تحياتي

Anonymous Farmer يقول...

مرحبا حمد ،

ما نعلمه عن فيصل اليحيى هو كونه إحدى مشاركين حملة إرحل ، وكونه ينتمي للأخوان المسلمين في السابق ، وما صدر عنه كموقف أثناء عمله كمحام في الفتوى والتشريع .

مشاركته في حملة إرحل كمواطن أمر محمود ولكنه يظل موقف تفرضه وطنية الإنسان دون وجوب استتباعه بالترشيح ، أما انضمامه للإخوان فقد بين لنا انشقاقه عنهم وطبيعة العلاقة الحالية بينهم ، غير أنه لم يطيل الحديث في هذا الأمر بتاتا على الرغم من حاجة المواطنين إلى سماع المزيد من الأخبار في هذه النقطة بالذات ، خاصة وأن فترة انضمامه لهم لم تكن خلال فترة قصيرة بل استغرقت سنوات طويلة من حياته ، ولذا وجب عليه الإسهاب في الموضوع لا المرور عليه مرور الكرام كما فعل ، أنا لست ضد التنويع في مبادئ المرشحين وأحب أن يعكس المجلس كافة التوجهات ، ولكني أتيت بهذا الجانب لمصلحة اليحيى فقط .

أما عن موقفه أثناء عمله في الفتوى فهذا مأخذ أكبر عليه من السابق ، فمن يحتل منصب حكومي كموظف وجب عليه اتباع ما يسمى بأخلاقيات المهنة ، أي إما أن أحاول تعديل الخطأ من خلال نطاق عملي ، أم أترك العمل إن لم استطع التغيير لكي أباشر حقي الدستوري في نقد ما أشاء ، هذه هي أساسيات المسؤولية الوظيفية ولا خلاف عليها في أي مكان . أما أن التزم بالعمل في وظيفة معينة لأنتقدها على النطاق الخارجي دون حلها داخليا فهذا خرق لأخلاقيات المهنة ، بل ويضر الموظف أكثر من المكان الوظيفي لأن مفاد هذا التصرف هو عدم مسؤلية الموظف ، الذي يقع عليه اللوم والعتب وبالتالي وجب الاعتراف بالخطأ أم على الأقل مراجعة النفس .

وبالتالي كلامك سليم يا حمد ، نحن لا نعرف عن فيصل اليحيى سوى هذه الأمثلة ، أي لا نعرف عنه سوى القليل جدا ، بل ربما يكون أفضل من غيره من مرشحين اعتلوا المناصب لفترة طويلة لكونه شاب فيه الكثير من الطاقة والرغبة بالإصلاح ، وليس هكذا فقط بل حتى بعض المؤيدين له ليس لديهم من الحجج والدلائل التي تسند ما يقولون عنه رغم إيماني بصدق ايمانهم به ، فكل هذا لن يكفي أبدا ، فيصل اليحيى بحاجة للظهور بشكل كبير وموسع إن كان يريد النجاح ، خاصة وأنه محاط بالكثير من المنافسين الضامنين لمناصبهم القادمة في المجلس .

فارمر

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي بو بدر ..

للاسف ليس لي تأثير بالدائرة فأنا اساس منقطع عن كل الناس , ولا مساحة لي سوى الانترنت واتمنى فعلا نجاح الشباب ومنهم طبعا فيصل اليحيى النزيه وصاحب الرؤية السياسية والمشروع السياسي الوطني الاصلاحي .

تحية لك اخي العزيز


مرحبا عزيزي فارمر

وشكرا لك على التفصيل في رأيك

تحية لك اخي العزيز